جرد لبعض المواقع الأثرية بآسا خلال الفترة الإسلامية
الثلاثاء، 19 مارس 2013
0
التعليقات
أسهمت
المواقع الأثرية كتراث مادي في إغناء الرصيد الثقافي المغربي والمحلي بحيث شكلت
نقطة إستقطاب واستدراج للمهتم والباحث والدارس وحتى المواطن العادي لما تكتنزه من
أهمية علمية وثقافية تعتبر بمثابة بطاقة تعريف للتاريخ المحلي والوطني .
إلا أن ما نعتبره نحن هنا الإستتناء هو
إزدواجية زوايا التناول حيث عولج الأمر من منظور السياق العام الدي شيدت فيه هذه
المواقع الأثرية والإمتداد التاريخي لهذه المواقع إلى حدود الفترة الإسلامية
.....دون أن نغفل الشق الطبيعي والايكولوجي .
جرد لبعض
المواقع الآثرية في الفترة الإسلامية بآسا
القصر. الزاوية.
الأضرحة. المساحة. التحصية...
الإطار الجغرافي والتاريخي لمنطقة آسا
الموقع
الجغرافي :
تنتمي منطقة آسا حسب التقسيم الجهوي إلى جهة
كلميم السمارة ، يحدها شمالا كلميم ومن الغرب طانطان وشرقا طاطا والحدود الدولية
للجزائر وموريتانيا وجنوب السمارة .
تعد مدينة آسا من أهم المراكز التاريخية التي
عرفتها المنطقة الجنوبية بحيث تبعد عن مدينة كلميم ب 110 كلم وتنتمي إلى حوض درعة
كما تقع بين كتلتين تضاريسيتين، السفح الجنوبي للأطلس الصغير الصحراوي متمثلا في
كتلة باني شمالا وواركزيز جنوبا.
كما تنحصر بين هاتين الكتلتين مجموعة أودية من
بينها واد آسا الذي يتميز بفرشة مائية باطنية كأهم روافد من روافدها بحيث يبعد عن
المنطقة ب 14 كلم ، كما يتميز بتربة خصبة تساعد على نمو غطاء نباتي مهم قام
الإنسان بالعيش على عائداته .
ولعل ما يميز التقسيم الجغرافي في المناطق
الصحراوية هو وجود نمطين من العيش وهما الترحال والإستقرار ، فالنمط الأول عرف
تراجعا واضحا خلال السنوات الآخرة نتيجة قساوة الضروف الطبيعية والإجتماعية
وبالتالي فإن العنصر البشري الآساوي أصبح مآله هو الإستقرار في المدن والقصور
والقصبات ، كما يغلب الطابع الهضبي على جغرافية المنطقة بحيث تتكون جغرافية
المنطقة من حمادات وهي هضاب مستوية يترواح إرتفاعها ما بين 500 و 1000 متر كحمادة تندوف وهي
عبارة عن هضبة كلسية بحيث يصل إرتفاعها إلى 600 متر ، كما تمتد إلى جنوب
حمادة درعة وهي الآخيرة عبارة عن هضبة
كلسية تكونت خلال العصر الجيولوجي الثاني وتمتد ما بين مجرى واد درعة والطية
المقعرة
لتندوف ، كما
أن هناك ما يسمى بالأعراق الممتدة في الجنوب والجنوب الغربي متمتلة في حبال
الواركزيز التي تتميز بارتفاعات متوسطة وتتخد شكلا عرضيا من الشمال الشرقي إلى
الجنوب الشرقي ، وهناك أيضا منخفض آسا الذي يتخد شكل شريط ضيق من الشمال الشرقي
إلى الجنوب الغربي متكونا من السهول الغرينية الممتدة على طول الأودية الموسمية ) واد آسا – واد الزاك – واد تيغزرت ( .
جرد
لبعض المواقع الأثرية في الفترة الإسلامية بآسا .
تقل المعطيات الواردة حول كرونولوجيا التوغل
الإسلامي بالمنطقة إلى درجة أن تكون منعدمة حسب بعض الإفادات مما ورد على لسان
مصطفى ناعيمي " .... تنقطع كل تفاصيل مجريات
الأحداث بها إلى سنة 130هـ/740 م حيث يسجل وصول السيد احمد الشبكي كأول عالم
إسلامي بالمنطقة ....وهو من حاول إقناع يهود إذاوقيس بأهمية الدخول في الإسلام " [1] كما تضيف الرواية الشفوية على أن سيدي جعفر سليل أبي
بكر الصديق قد قدم إلى آسا صحبة عائلته إلا أن شريط الأحداث ينقطع هنا أي إلى حدود
سنة 500 هـ حيث تاريخ هجمات المسلمين على إذا وقيس بالمنطقة ولعل مقدم هؤلاء
الفاتحين كان نذير خير على هذه الساكنة آنداك حيث تم التحصل على جزء يسير من
الإستقرار والطمأنينة تتجلى في خلق مراكز للإستقرار والتعلم كان أبرز تجلياته بناء
مؤسسات أطرت الإنسان دينيا ) الزاوية – الأضرحة – المساجد
...... إلخ (
القصـــــر :
قبل الولوج في
الحديث عن هذه المعلمة التاريخية إحترنا في مسألة التصنيف أي في كيفية إدراج هذا
الموقع ضمن المواقع المنتمية لحقبة ما قبل التاريخ أو المآثر المندرجة في الفترة
الإسلامية .
على الأقل هي حيرة نابعة من قلة المصادر كما
أسلفنا الذكر وقلة المادة المصدرية المتوفرة لدينا والتي أرخت للموقع في الفترة
الإسلامية مع قليل من الإشارات حول الحقبة السالفة الذكر أي حقبة ما قبل الفتوحات
فالدراسات التي قام بها الباحثون الأجانب أكدت أن منطقة قصر آسا عرفت وجودا مكثفا
للعناصر الوثنية والمسيحية إلا أن إختفائها إرتبط بدخول الإسلام إلى المنطقة على
يد زعيمها الصوفي إعزى ويهدى حوالي القرن 13 ميلادي ، ولعل ما يزكي كلامنا هذا
الرأي تواجد الوثنيين والمسحيين بالمنطقة ، هو وجود بعض العادات والتقاليد القديمة وبعض الطقوس
التي يرجع أصلها إلى الديانات الوثنية كعادة الذبح على الأظرحة وعادة بلغنجا إلى
الاعتقاد في الأشخاص والأماكن إلا أن هذه الطقوس إندثرت ليرتدي القصر حلة إسلامية
جديدة اسهم فيها قرب الزاوية جغرافيا من القصر المؤسس من طرف إعزى ويهدى والتي
أطرت ساكنة القصر تأطيرا دينيا قويما كالتعليم التقليدي الديني ) المسيد ( السائد في القصر بالإضافة إلى
ظاهرة ختم القرآن دون أن ننسى الإحتفال بالأعياد الدينية ) المولد النبوي ، الأضحى ، عيد
الفطر ( في طقوس تبوح على طبيعة التعايش
الإجتماعي لساكنة المنطقة ، وهذا ما يفسر أيضا إنتشار ظاهرة المزارات والأضرحة
والمساجد والتي سنأتي على ذكرها بالتسلسل فيما بعد ما يعني أن هناك إرتباطا روحيا
مقدسا بين ساكنة المنطقة والدين الإسلامي .
الزاويــــــــة
:
إستغرق الحديث عن الزاوية بشكل عام مساحة واسعة
وكبيرة بشكل بات معه الجانب الروحي من أكثر الأبعاد التي إستفادت من التراكم
المعرفي إنطلاقا من الكتابات التي إشتغلت على هذا الجانب إذا ما قورنت بالأبعاد
الآخرى التي لا يزال معظمها يصنف في إطار الثراث الشفوي ، إلا أن ما يلاحظ حول
هاته الكتابات أنها إنصرفت في معظمها نحو سبر أغوار التي البعد الجينالوجي لمؤسسي
الزوايا على الرغم من أننا لا ننفي أهمية هذه الأبعاد في بناء المخيال الديني " فظهور الزاوية كمكان للعبادة
ومركز ديني وعلمي لم يأتي إلا بعد الرباط والرابطة فالأولى بمعنى رابط أي أقام
ولازم والثانية هي المكان الذي يلتقي فيه المؤمنون لعبادة الله وذكره والتفقهة في
أمور الدين "
كما تعرف دائرة المعارف الإسلامية الزاوية على
أنها غرفة للصلاة بها محراب وضريح الأحد المرابطين أولى من الشرفاء تعلوه قبة
وغرفة مخصصة لضيوف الزاوية وطلبة العلم.
بعد الحديث
على الزوايا بشكل عام ننتقل إلى الزوايا الوهداوية التي شهدت كغيرها شهرة عظيمة
خاصة أيام مؤسسها الشيخ إعزى ويهدى ، هناك أقوال تضاربت حول هذا الـتأسيس منها قول
الباحثة الفرنسية جاك مونيي التي تقول بأن المؤسس الحقيقي للزاوية هو السيد عيسى
بن صالح المتوفى 500 هـ/ 1107
م ، أما فردريدك
دولا شابيل فيرجع تأسيس الزاوية إلى سيدي محمد الشبكي الذي إستقر بالمنطقة مند 130
هـ/ 737 م
.
وقد شكلت الزاوية الوهداوية ) زاوية آسا ( رباطا قويا أسسه أجداد الشيخ إعزى
ويهدى حيث تحدث في مذكرات حياته عن بعض الأشياخ " بعض الأشياخ المتقدمين والاثار
عنهم كأبي مسعود ومحمد مبارك بن أبي محمد
الصالح الشبكي نفعنا الله به وأبو يعقوب الأسود ومحمد بن أحمد الأضغاني
وغيرهم هم الذين مشهورون ومعروفون في بلدة آسا المشار إليهم أولا وآخرون رحمهم
الله وقدس الله مضاجعهم رضي عنهم " [2]
إن كشف النقاب عن الدور العلمي للزاوية استوجب
منا في ظل غياب وثائق مكتوبة استنطاق الرواية الشفوية التي أكدت على أن الزاوية
شكلت مدرسة علمية قرآنية وملتقى لطلبة العلم من كل الجهات ، من الصحراء والأطلس
وموريتانيا بل وحتى من مناطق أخرى كتنوس .
وقد شكلت زاوية آسا ملتقى دينيا يستفتي
فيه السكان والفقهاء والعالماء في أمور دينهم ودنياهم ومكان لإكتساب المعرفة
والتفقهة في الدين من حفظ للقرآن والسنة ليصل شغف طلب العلم والتفاني في إستكمال
الثقافة إلي شد الرحال نحو المدارس العتيقة بالنسبة للمريدين كما هو الحال بالنسبة
للفقيه محمد بن أحمد الآسوي : كما لا نسى أن الزاوية لعبت دورا جهاديا تمثل في نشر
الإسلام والدعوة إلى توحيد الله ، هذا الدور الذي حملته الزاوية على عاتقها جعلها
تشكل على حد تعبير الدكتور مصطفى ناعيمي " قاعدة أولى للتقاليد الجهادية
بمنطقة سوس والساقية الحمراء بشكل غطى به أتباع إعزى ويهدى قصة الأرضية الأولى
لرابطة إكزولت الدينية " [3]
وهو الأمر الذي جعل من مؤسسها رمزا من المقاومة
المسلحة بكون شخصية التاريخية ترمز إلى القوة المولدة لسمات التحالفات ، فهو من
المساهمين في المقاومة والقضاء على تواجد الوثننين بالمنطقة والمتمثل في قوم
إذاوقيس الذين سبقت الإشارة إليهم كساكنة بمنطقة آدروم نواحي آسا .
أما عن الدور السياسي للزواية فكان فعالا لمحاربة
الوجود الأجنبي، على أن هذا الدور لا يمكن الحديث عنه في فثرة الشيخ إعزى ويهدى بل
مع أبنائه وحفدته خصوصا سيدي صالح ، بحيث تتحدث الرواية الشفوية على أن هذا الأخير
كان يحارب البرتقيز ، يبقى إدن الدور العلمي والديني للزاوية من بين الأدوار
الأكثر شيوعا عكس دورها الجهادي والسياسي
والتنموي على إعتبار الموقع الجغرافي لهذه الزواية والذي ساعدها في أداء
هذا الدور ضد العدو على إعتبار أنها توجد بمنطقة وعرة ومرتفعة .
فإلى جانب هذه الأدوار التي إعتبرت إمتدادا
تاريخيا إلى حدود اللحظة لم تتوانى الزاوية ولو برهة واحدة عن لعب أدوار أسمى حيث
شكلت مقرا لحل النزاعات وملتقى للفقهاء والعلماء ومختلف التجار ووعاء دينيا يحتمل
بل يفك في مختلف الحساسيات القائمة بين القبائل الصحراوية .
الأضرحــــــة :
كانت الزاوية كما أسلفنا الذكر قبلة لمجموعة من
الوافدين طلبا للعلم ولفقهاء سوس الأقصى ، وانطلاقا من تسمية المنطقة بقرية
الأولياء 366 ولي متفرعة على شكل أضرحة منها ماهو داخل القصر ومنها مايوجد خارجه ،
ولعل المؤطر العام للإرتباط بهذه الأضرحة وتسميتها بأولياء الله الصالحين هو
الإعتقاد الديني السائد في الأشخاص أو الأماكن والمنتشرة في العديد من المجتمعات
من بينها مجتمع قصر آسا وهو إعتقاد بأولياء ومزارات تقدم إليهم هدايا عبارة عن
صدقات وقرا بين طلبا للتيمن ببراكتهم ، إدن سنحاول أن نعرج على بعض من هاته
الأضرحة المؤتثة للطابع الروحي الذي إتسمت به المنطقة .
أ- ضريح
إعزى ويهدى :
هو علم لقطب آسا الأكبر ولد بدار يعقوب المنصور
المريني سنة 646 هـ / 1228 م
كما أسلفنا الذكر فهو مؤسس الزاوية
وفقيهها وملقن للدروس الفقهية والدينية لطلبتها ويتوجه الآن الناس إلى ضريحه قصد
التبرك به ، توفي سنة 727 هـ " ذو نية صادقة له مناقب لا تعد ولا
تحصى ولا تحملها القراطيس والا الدواوين . [4]
ب – ضريح
سيدي البركة :
يلقب بصاحب القبرين حيث تفيد الرواية الشفوية
على أنه توفي بإفران ودفن بها وسمع الحفر في نفس الليلة التي توفي بها بمنزله بقصر
آسا حيث ذهب الناس إلى قبره فوجدوا فيه إسمه على الشاهد ، فسمي بصاحب القبرين ،
إنتسب إلى قبيلة أيت وعبان ، هاته الآخيرة التي تولي له أهمية كبيرة حيث تزوره
النسوة قصد التبرك به وطلبا للزواج .
ج- ضريخ
سيدي محمد الشبكي :
" يوجد بأحد الأحياء المسماة باسمه
وهو جعفري النسب " [5] وذكر في وثيقة سلسلة الأنوار " أما الأوتاد رجال جعلهم الله في
جهات أربعة واحد منهم في بلاد إذاواقيس وهي قرية الأولياء جعل الله فيها وتدا
واحدا وهو سيدي محمد الشبكي " [6] ويستحسن زيارته يوم الخميس في الإعتقاد السائد لدى الساكنة ، كما ذكر فرديريك دولا شابيل على أنه
من أشهر الأولياء بآسا . [7]
هـ -
ضريح سيدي إبراهيم الغزواني :
ضريحه
مشهوريعرف بمولاي إبراهيم وهو من أبناء المنطقة تتلمذ علي يده عبد الله الهزميري
كما ورد في وثيقة سلسلة الأنوار يزوره الناس خاصة النساء الراغبات في الزواج يقام
له معرض سنوي إحتفاء بتاريخه غير أن سنة وفاته غير محددة حيث توفي بعد مرض طويل .
و – ضريح
سيدي يافين :
ينتمي لعائلة
بحمان وهي فخدة من فخدات قبيلة إداونكيت الساكنة بالقصر ، مدفون بناحية توزونت
وادي آسا لا يدفن فيه إلا الصبية ويعتقد الناس أن به أرواحا تعاقب المخالفين أثناء
الزيارة لا يقف عدد الأولياء عند هذا الحد فالقائمة طويلة للاعائشة للا منصورة ،
سيدي سالم ...سيدي محمد الصغير سيدي مستور ، سيدي حسين .... إلخ ، لكن القاسم
المشترك بين هؤلاء يبقى صفة القداسة والالتزام الذي يحضون به ونذرة الوثائق
المتعلقة بهم كما أن تجمع هذا العدد الهائل من الأولياء في رقعة واحدة من الأرض
كان له الأثر الواضح على الذاكرة الشعبية للفئات المتدينة منها وهو ما أطلق هالة
من التقديس على المكان واحترام ضوابطه الإجتماعية والروحية ، من زاوية أخرى يبقى
عديد من الأضرحة التي لم نجد له أي معلومات سوى ما احتفظت به الذاكرة الشعبية من
أسمائهم دون معرفة ملامح حياتهم ، كما هو ضريح سيدي حماد وعبلا الذي يوجد خارج
مركز آسا على بعد ثلاث كلمترات أو أربع بواحة تدعى فركنتة ، ثم هناك ضريح سيدي
بودراس بآدروم التي كانت ملكا لإدا أوقيس ثم ضريح سيدي صالح المنسوب إلى الأسرة الوهداوية ، دفن في الطريق
الرابطة بين فم الحصن وآسا .
يفسر هذا التشبت الديني بهؤلاء الأولياء
والصالحين على أنهم قاموا بالجهاد ضد الوجود النصراني والوثني بالمنطقة ويؤكد
الرواة على أن الأولياء عادة يختارون مكان العبادة مكانا لدفنهم بعد الممات ، حيث
تبنى الأضرحة والقبب كما أنهم يميلون إلى الإعتزال وهو أمر ليس بغريب عن رجال
التصوف .
-
المساجد
لقد أضفى هذا الطابع الديني نوعا من الخشوع
والتعبد فرض على ساكنة المنطقة ممارسة على شكل شعائر دينية وكان لزاما عليهم إتخاد
دور للعبادة متمثلة في المساجد بحيث إحتضنت جغرافية القصر لوحدها ثلاثة مساجد :
مسجد سيدي بن
صالح :
يجهل تاريخ
تأسيسه ويروي المختار السوسي " أن هذا المسجد من بين أقدم المساجد
في حوزته العديد من الأحباس " [8] وتفيد الرواية الشفوية أن هذا المسجد تخرج منه العديد
من الفقهاء والعلماء ولايزال يحتفظ بإشعاعه التربوي والديني إلى يومنا هذا .
- مسجد
إداومليـــــل :
تؤكد الرواية الشفوية على أن أصل هذا المسجد
منزل لامرأة في القصر بنته ليصبح مسجدا قاصدة من ذلك ثواب الدنيا والآخرة ، ومن
مجرد النظر إليه يتبين للناظر أنه منزل أكثر مما هو مسجد فهو لا يختلف كثيرا عن
أبنية القصر ومازال هذا المسجد يحظى بأهميته العلمية ودوره التقليدي إذ لا يزال
يشارط فيه الفقيه من أجل الصلاة وتعليم الأبناء بطرق تقليدية .
- المسجد
العلـــــــوي :
ينسب بناء هذا المسجد إلى الشيخ بن مبارك أحشوش
ويوجد في المنطقة العلوية من القصر لكن لم يبقى منه إلا بعض الجدران التي شهدت على
عظمته ، كما أنه يملك أحباسا كثيرة تم تفويتها لمسجد إداومليل بعد خرابه .
خلاصة القول إدن أن هذه المساجد كانت تقوم
بأدوار هامة لا تقل عن الأدوار المنوطة بالزاوية التي أسهبنا في الحديث عنها سلفا
فبهذا المكان كانت تجتمع الجماعة أو القبيلة لتدارس شؤونها الدينية والدنيوية إلى
حد يمكن القول فيها على الأدوار المنوطة بهذه المساجد تجاوزت الأدوار العادية
المتمثلة في الصلاة وإقامة الشعائر الدينية إلى أن أضحت إمتدادا روحيا لا يقل وزنه
على الإمتداد الروحي للزاوية .
د-
لالة منصورة:
يطلق على مزار يقع"بتنغت" يوجد ضريحها وسط معمورة وبجانب هذه
المعمورة غرفة للطبخ، وهو علم مركب من"لالة" الدالة على الإحترام
والتقدير و "منصورة" وهي ولية صالحة من أولياء الله.
ه- ضريح سيدي
محمد الصغير:
هو الشيخ محمد الصغيردفين زاوية
اسا وهو مؤسس زاوية المرابطين ويرجع نسبه الى عبد الرحمان بن سيدي محمد بن سيدي
محمد بن عبد الله بن امبارك الاقاوي هذا الاخير يقول فيه العلامة المختار السوسي
على لسان تلميذه ابو زيد التامانارتي:"شيخنا الولي الصالح الجامع الرئيس ابو
محمد عبد الله بن امبارك كان من اعلام الدولة المنصورية ببلاد المغرب" [9].
- القصبة ) الخربة (
لقد أوردت الرواية الشفوية على أن القصبة تم بنائها من طرف أتباع سيدي محمد
الصغير وهو شيخ ينتسب للمرابطين المقيمين بآسا ، وهو إبن عبد الرحمن الركراكي
ينتسب أجداده إلى علي إبن أبي طالب كرم الله وجهه ، كان مقدمه إلى المنطقة لنشر
الدعوة الإسلامية بطلب من سكان البدو ولإقامة الصلح بين القبائل المتناحرة والشائع
أن أربعين من أتباع هذا الآخير هم من بنووا القصبة أو الخربة كما يصطلح عليها على
طريقة التويزة .
ويستمد مصطلح الخربة من الخراب الذي
لحق بالقصبة عقب الهجوم الدي نفذته قبيلة أيتوسى ضد ساكنتها والتي أدت إلى قتل
غالبية من فيها ، فالرواية الشفوية تؤكد على أنه قد نزل بعض أفراد قبيلة أيتوسى
على سكان القصبة ضيوفا قطلب منهم هؤلاء ) سكان القصبة ( تسليم أسلحتهم على إعتبار قدسية
المكان فسلم غالبهم السلاح إلا إثنين رفضا تسليم سلاحيهما وقررا المبيت خارجا
بالوادي في رواية أخرى بالقصر وعند ما هم رجال أيتوسى بالرحيل فوجئوا بكون بنادقهم
قد أفرغ فيها الزيت كي لا تعمل وبمجرد وصولهم إلى المنطقة فركنتة غير بعيد عن آسا
بوغثوا بهجوم من طرف سكان القصبة فتم تصفيتهم باستتناء الفردان اللذان لم يبيتا في
القصبة ليلتحقا بالقبيلة في اعوينة ايتوسى ويصحبا رجالها إلى القصبة لأخد الثأر،
وبمجرد وصولهم إليها حتى بادر أحدهم بطرح فكرة إحراق ساكنة القصبة وهم بالداخل فتم
موت جلهم خنقا بالدخان ومن حاول الفرار يتم إطلاق النار عليه ، ليتم بعد ذلك هدم
القصبة فوق جثث سكانها .[10]
شكل المعمار بآسا تراثا ماديا حيا
يحفظ تاريخ الذاكرة الجماعية بالمنطقة ، خاصة إبان العهد الإسلامي ودخول الإسلام
إلى المنطقة حيث يشهد القصر على الوجود الإسلامي لكونه يحتوي على مسجدين إضافة إلى
بعض الأضرحة لبعض الصلحاء والأولياء دون أن ننسى الزاوية التي بنيت بجواره ، مما
يكرس الحضور الصوفي الموغل في القدم بالمنطقة إضافة إلى القصبة التي تم تشيدها من
أجل القيام بنشر الدعوة الإسلامية .
[1] معلمة المغرب ج/1 ص 377 .
[2] محمد المختار السوسي ،
المعسول ، الجزء/ 10 ، الرباط ، 1961 ، ص 171 .
[3] حجي محمد ، معلمة المغرب ،
إنتاج الجمعية المغربية التآليف والترجمة والنشر ، ص/ 144 . 1984 .
[4] محمد المختار السوسي ،
المعسول ، الجزء /10 ، الرباط / 1961 ، ص 173 .
[5] محمد المختار السوس ،
المعسول ج/ 18 ، 166
[6] سلسلة الأنوار
[7] فريدريك دولاشابيل / مرجع
سابق ، ص / 101
[8] محمد المختار السوسي /
المعسول / ج/9 ، ص 112 .
[10] رواية شفوية ، عيدا الآساوي
0 التعليقات:
إرسال تعليق