Your Adsense Link 728 X 15

رقصة أحواش بمنطقة " أيت وابلي" بقلم عبد الوهاب أجداعي .

Posted by Blogger الأحد، 2 يونيو 2013 0 التعليقات

 تميزت منطقة  "أيت وابلي" كباقي مناطق الجنوب المغربي بعادات وتقاليد خاصة منذ عهود قديمة. والتي عملت من أجل إظهار الوحدة والتضامن بين مختلف أجناس ساكنة المنطقة. وتعتبر "رقصة أحواش" أهم هذه المنادج؛ والتي تختلف من منطقة لأخرى؛ ويعتبرهذاالثرات مرآة تعكس شخصية المنطقة ووجودها التاريخي ماضيا وحاضرا ومستقبلا. لذلك فمن الضروري التمسك والمحافظة على هذا الثرات من الإندثار فالتخلي عنه يعني التخلي عن الهوية الفكرية للانسان.
رقصة أحواش بمنطقة " أيت وابلي".

نبذة عن منطقة أيت وابلي.
تقع منطقة ايت وابلي بالجنوب الشرقي للمغرب. وهي تنتمي إداريا إلى إقليم طاطا ؛ وتنتصب على السفوح الجنوبية الشرقية لجبل باني .ويغلب على المنطقة العنصر الجبلي إلى جانب مجموعة من الواحات.
تتميز المنطقة بمناخ صحراوي يتميز بإرتفاع درجة الحرارة في الصيف ؛ وببرودة هامة خلال فصل الشتاء . كما تعرف المنطقة نقصا حادا في تساقط الامطار. الشئ الذي إنعكس سلبا على الغطاء النباتي ؛عموما جل التشكيلات النباتية قصيرة أو شوكية مقاومة للحرارة كشجر الطلح او أزكار.
يعتمد سكان المنطقة غالبا على الفلاحة . حيث يعتمدون على الزراعة المعاشية التي تسقى بمياه الآبار والعيون بإستعال أدوات تقليدية.ويعتبر شجر النخيل أبرز عنصرنباتي والأكثر إنتشارا بالمنطقة نظرا لمقاومته للظروف االمناخية الصعبة والقاسية.
تعريف رقصة أحواش.
وهي من الأنماط  الموسيقية الشائعة بالجنوب المغربي.وهي عبارة عن رقص جماعي يشمل حركات متناسقة فيما بينها ؛ وينتظم على شكل لوحات منسجمة ؛ ونجد العديد من المترادفات مرتبطة به كالهدرت او أسايس...؛ وتختلف هذه الرقصة بالجنوب المغربي من منطقة لأخرى. ويشتهر سكان منطقة" أيت وابلي" بهذه الرقصة التي يعبرون من خلالها عن الفرحة واندماج القبيلة سواء في الحفلات أو الاعياد أو المناسبات.فالكل يساهم في إنجاح هذه الرقصة رجالا ونساء.
ويمكننا دراسة هذه الظاهرة من خلال الأبعات التالية :
-البعد التاريخي : حيث يصعب تحديد ظاهرة" أحواش" ما لم تتوفر الآثار الأركيولوجيا. إلا أنها تكيفت مع الظروف المحلية والإجتماعية لقبائل الجنوب المغربي بصفة عامة ؛ وهي من الممارسات الثقافية ذات الطابع الإجتماعي.
-االبعد الإجتماعي : التعبير عن القضايا الإجتماعية المختلفة. الرقص الدائري له بعد بالزمن الدائري ودلالة على إندماج القبيلة.
-البعد الوظيفي : التخفيف من عبئ العمل . توحيد المجهودات الفردية. المتعة والترفيه عن النفس.
-الوظيفة الحربية : فهي رقصة ظلت ملازمة للمحاربين في قتالاتهم والمتمثلة في رقصة الأرجل والخنجر.
الفضاء الزماني :
فغالبا ما تقام هذه الرقصة في الليل فهي فترة الراحة من العمل. أما الفترة التي تستغرقها الرقصة فليس لها وقت محدد إذ نجدها تختلف حسب المناسبات وحسب رغبة المشاهدين ورغبة الراقصين.
المكان الذي تقام فيه الرقصة :
غالبا ما تقام رقصة أحواش بأماكن واسعة داخل  المنازل أو خارجها ؛ و تعرف بأسماء محلية كأسراك (باحة  الدار أو الفناء )؛ أبراز (ساحة خارج البيت)؛ أنرار (وهو مكان مخصص للدرس).
أما في المناسبات الجماعية كالمواسم أو الأعياد والحفلات فتقام في الساحات العمومية المخصصة لها (أنظر الصورة 1). فرقصة أحواش والمكان المخصص لها لأدائها لابد أن يتوفر فيه : [1]
- الإتساع.
- أن تحيط به الجدران.
- أن يكون مستويا.
- الصورة(1) تمثل الساحة والفضاء العمومي التي تمارس فيها رقصة "أحواش" بمنطقة "أيت وابلي" .
 

الشكل في رقصة أحواش.
تكتسي هذه الرقصة صفة مشتركة بين مناطق الجنوب المغربي .فهناك خمسة أشكال لهذه الرقصة سواء أكان الرقص للرجال .أو الرجال والنساء.أو فتيان وفتيات :
- دائرة مغلقة.
- قوس.
- مستقيم.
- مستقيمان متقابلان.
-  قسمان متقابلان.
بمعنى أن هذه الأشكال تتوزعها الرقصات فمنها ما يؤدى في الشكل الأول ومنها ما يؤدى في الشكل التاني... وهكذا.[2]
الأزياء المستعملة في رقصة أحواش. (أنظر الصورة 2).
‌أ.        الرجال : الجلباب أو الفوقية . البلغة . والكميت (الخنجر).

‌ب.   الفتيات : انظر الصورة (3)
 
-         إزار : عبارة عن ثوب كبير يتم تلفيفه حول الجسم و يكون من اللون الأزرق و الأبيض ، لكن ليس بشكل عشوائي وإنما بطريقة منتظمة ، حيث يخصص مكان لليدين و الرأس في الجزء العلوي من الجسم و في الجزء الأسفل يتم تلفيفه حول الجسم و يربط بحزام يسمى " أبكاس " أو "تزرزت".
-         تمكلبين : هو عبارة عن ثوبين يلف حول الجسم و غالبا من يكون من اللون الأبيض والأزرق .
-         أخزوز : هو قطعة من الثوب يغطى به الرأس .
-         تخلالين : جاءت من كلمة تخلخالت و تستعمل لشد طرفي الإزار .
-         أبكاس : هو حزام مزركش .
-         تزداحت : عبارة عن عقد تتكون من مجموعة من العقائد و تتوسطه قطعة نقدية قديمة .
-         إبزكان : عبارة عن دملج ( الدبالج ) مصوغ من الفضة .
-         الكلادة : أي القلادة و توضع في العنق .
الأدوات التعبيرية :
‌أ.        فن التعبير بالحركة :[3] و التي تتجلى في الحركات التي يؤديها الرأس و الكتفان و الذراعان و الصدور و القدمان وهناك حركتان يؤديها الجسم كله ...[4] فهي حركات تتسم بالتنظيم و الإنسجام و التي تعبر عن الحياة اليومية للإنسان الواحي .
‌ب.   فن التعبير بالكلمة : عندما نتناول مصطلح " الكلمة " في فن أحواش فإننا نتحدث عن الشعر الذي يكون عادة مرتبط بتاريخ المجتمع الذي انتجه و مظهرا من مظاهر الإنتماء التاريخي لهذا المجتمع ، فهذا الشعر يعبر عن الأخلاق و المشاعر الداخلية لصاحبها ، و صدق يتجلى في رسم الصورة للبيئة الإجتماعية و الفكرية . [5]
و تعتبر  " تنضامت " (الصورة 4) داخل فن أحواش الأداة الوحيدة التي تمكن الشاعر من أداء فن الكلمة من خلال الشعر الحواري .
‌ج.    فن التعبير بالألة : لا يمكننا إغفال هذا الجانب و ما له من أهمية داخل فن أحواش باعتبار أن الرقصة غنائية  وإيقاعية ، فالإيقاع هو الذي يتحكم في الأوزان و الألحان و الحركات عند الغناء لكن أي خلل في البنية الإيقاعية يؤدي إلى إضطراب في الغناء و الحركة ، و بالتالي فساد الرقصة . هنا يكمن دور الألات الموسيقية التي تضفي على الرقصة نغمة و جمالية مميزة و من الألات التي تستعمل في هذه الرقصة نذكر :
تالونت ( الدف ) / كانكا ( الطبل ) / الناقوس (يكون مصنوع من الحديد) / العواد ( المزمار أو الناي ) / تقرقاوين.
(أنظر الصورة 2).

‌د.       أنواع رقصات أحواش بأيت وابلي.
-فن الدرست.

-الدرست : يطلق على نوع متعدد الأشكال من الرقصات ومختلف الأيقاعات والحركات والأوزان والغناء حسب المناطق .[6]وهي المرحلة التي تعطى فيها الأولوية للمحاورة الشعرية ؛حيث يتناول فيها الشاعر (أنضام) قضابا مختلفة ؛إجتماعية إقتصادية سياسية ؛ في قالب أدبي وفني تصدر من الواقع اليومي داخل القبيلة.
ولإنجاح هذه الرقصة لابد من حضور شعراء متميزين قادرين على صياغة الشعر وإحترام ضوابطه الفنية . وأن تكون له دراية ومعرفة بقضايا المجتمع . وسريع الرد  وأن لا يكون إندفاعيا ومتسرعا داخل الميدان . فهذا النوع من الرقصات هو الأكثر إنتشارا بكل مناطق الأطلس الصغير ؛ ويعتبر من الرقصات المفضلة لدى عشاق أحواش.

-أحواش نتفرخين أوتعيالين:

وهو رقص خاص بالفتيات حيث يقفن في صف واحد مرتدبات حجاب غالبا ما يكون بالون الأبيض (أنظر الصورة). ويشترط فيهن أن يكن عازبات.
وتقوم فرقة من الرجال بضبط إيقاع الرقصة ؛ حيث يجلسون في الوسط متقابلين مع "تعيالين" وتفصل بينهما مساحة فارغة مخصصة للرقص الإنفرادي والذي يمتاز عادة بالتقابل .
كما في الصورتان .


-رقصة الناقوس: والتي تؤدى في منزل صاحب المناسبة؛ يطلق عليها البعض إسم "لعمت" لأنها تجمع عامة الناس . وغالبا ما تكون هذه الرقصة قبل رقصة "الدرست" ويمكن أن نميز بين نوعين من رقصة الناقوس فهناك ناقوس الرجال وناقوس النساء.
رغم التنوع الثراتي الذي تزخر به مناطق الجنوب المغربي إلا أنها لا تزال تتعرض للإقصاء والتهميش . وما منطقة "أيت وابلي" إلا نموذجا من هذه المناطق والحقيقة أن المنطقة تتوفر على مؤهلات تقافية وإقتصادية وإجتماعية مهمة ؛ لا بد من إبرازها وإستغلالها في خدمة المجال السياحي بالكيفية المطلوبة .
وما عملي المتواضع هذا إلا تحسرا وغيرة على منطقة طالها التهميش والنسيان. سواء من طرف الجهات المسسؤولة أم لدى الساكنة التي هجرت المنطقة ؛وبصفة خاصة فئة الشباب التي هي ركيزة المجتمع والمعول عليها في حفظ وصيانة هذا الثرات. لتبقى المراة الواحاتية بمنطقة "أيت وابلي" والتي نحييها من هذا المنبر الوحيدة التي تشقى ؛وتتحمل أعباء العمل سواء داخل البيت ؛ أو خارجها في الحقول ...
رغم كل هذا فالمنطقة لازالت محافظة و متشبتة بعاداتها وتقاليدها .والتي لاتزال حاضرة في المناسبات والحفلات والاعياد...إلا يومنا هذا؛والتي يشارك فيها الكبير والصغير ؛رجالا ونساء ؛عكس بعض المناطق التي نراها اليوم قد تخلت عن بعض من عاداتها وتقاليدها.













إعداد الطالب :
-عبد الوهاب أجداعي    Abdelouahab ajdaai
- تحت إشراف الأستاذ:   بصير عبد الصمد



[1]  محمد؛ شفيق. المعجم العربي الامازيغي. ص. 445.
[2]  أحمد. أبوزيد ." الرقص والغناء الجماعي بسوس".ص. 124
[3] ابراهيم أوبلا . ملاحظات ميدانية حول الشعر الحواري بقلب الأطلس الصغير ، ضمن أعمال تاسكلان تامزيغت ، مدخل لدراسة الأدب الأمازيغي .
[4] عمار أمرير . أمالو . ص 79 .  
[5] التحليل النفسي للحكاية الشعبية . برنو بيتلهايم .
 أحمد أبو زيد. الرقص والغناء الجماعي بسوس,[6]

0 التعليقات:

إرسال تعليق

محرك البحث

Google

About

أرشيف المدونة