Your Adsense Link 728 X 15

الزواج بمنطقة وارززات تلوات نموذجا بقلم : بادو سفيان

Posted by Blogger الثلاثاء، 4 يونيو 2013 0 التعليقات




الإطار الجغرافي:

       تقع منطقة "تلوات"، في جهة سوس ماسة درعة، وبالضبط في إقليم ورزازات. وتبعد عن مركز الإقليم ب 42 كلم، وهي منطقة فلاحية حيث تحيط بها الفدادين من كل جهة. وتعتمد في أغلبها على الزراعات المسقية، بالإضافة إلى النخيل وأشجار اللوز المشهور في المنطقة.

الظروف العامة للزواج :

في منطقة "تلوات"، لا يوجد موعد محدد للزواج، إلا أن أغلب الأعراس والحفلات تقام في الصيف. حيث يتم التقاء الأهل والأقارب مهما باعدت بينهم مشاغل الحياة، وفرقتهم المدن. في هذه المرحلة يتم اقتراح بعض الفتيات، على البالغ من الأسرة قصد الموافقة. وهي مرحلة "تشاورية بامتياز"، حيث يتم الأخذ والرد بين الأقارب، حول الفتاة وعائلتها، وأقاربها ومدى مناسبتها له. 
بعد الاتفاق وتحديد العائلة والفتاة، تذهب الأم إلى منزلها لإعلام الأسرة بنية التقدم. وهي مرحلة قد نسميها "بجس النبض"، بعد الموافقة المبدئية على العرض، يتم تحديد موعد الخطبة، وغالبا ما يكون في شهر "شعبان" ويكون موعد الزفاف بعد عيد الأضحى. حيث تكون المدة بينهما منطقية ليتم التحضير الجيد للزفاف.

الخطبة:

عندما تقترب فترة "الخطبة"، تبدأ العائلتين بالتحضرات لهذه المناسبة، فأهل العروسة يعدون لمأدبة، لأن تكاليفها غالبا ما يتحملونها. بكل ما يحتاج ذلك من شراء ( اللحم، والفواكه،...). من جهة أخرى يكون استعداد عائلة العريس، في شراء الملابس (الكسوة، السروال، البلغة، الحزام"المطلي بالصقلي"،...). وذلك حسب المستوى المادي لكل عائلة، بالإضافة إلى شراء الحناء، وتكون في الغالب غير مدقوقة (أوراق الحناء).

يقوم أهل العريس بإعداد مراسيم الخطبة، بحيث يضعون قالبين إلى أربعة قوالب من السكر، وسط طبق "ضبك" مستدير الشكل مصنوع من زعف النخيل، بعد ملئه بأوراق الحناء، والورد، ثم يحيطونه بحزام مصنوع من "الصم"، مطرز  بخيوط "الصقلي". إلى جانب ذلك يضعون "البلغة" وعيدان الند، ويغطون الطبق بمنديل أبيض مطرز.

بعد ذلك، تنتقل عائلة العريس إلى منزل العروسة، فيحمل الطبق من طرف إحدى النساء، المعروف عليها الوقار ويحترمها ويقدرها الكل. وفي الطريق نحو منزل العروسة تردد النساء عدة أشعار بالعربية والأمازيغية، ومعنى هذه الأشعار الرفع من قيمة العريس ومقامه، إضافة إلى حسن اختياره وصواب رأيه في العروسة.


عند وصول أهل الخطيب، تقوم عائلة الخطيبة باستقبالهم بالزغاريد، وكذلك بتقديم الحليب دلالة على صفاء النية، والتمر على الكرم. ورشهم بالرائحة الزكية. بعد الترحيب وتبادل السلام، تجلس العائلتين " الرجال مع الرجال"و "النساء مع النساء"، ويقدم الطبق، وتبدأ مراسيم الخطبة، بطلب يد العروسة بشكل رسمي، وبعد الموافقة تقرأ الفاتحة لتحل البركة على هذا الرباط، تنطلق الزغاريد معلنة الفرحة. تبدأ بعد ذلك العائلتين بمناقشة التفاصيل الخاصة بالعرس والإعداد لها، وذلك بتحديد فترة الزواج.....


ومن تاريخ الخطبة إلى الزواج، تصبح الخطيبة من مسؤولية الخطيب في كل ما يعنيها من شراء للكسوة في العيد ومصاريف ذلك، أو أي مناسبة تأتي بين العرس والخطبة. يمكن أن يتعرف الخطيب على خطيبته في هذه الفترة، لكن بحضور أهلها وداخل بيتها، احتراما للتقاليد المتعارف عليها.


الاستعدادات للزواج:

عند اقتراب موعد الزواج، يرسل أب العريس شخصا لدعوة القبيلة لحضور العرس كل شخص باسمه، وهي مرحلة مهمة لأن الشخص الذي يقوم بعملية الدعوة، لا يجب أن يغفل أو ينسى أحدا.
قبل سوق من موعد الزفاف، يأتي العريس بأضحية العرس، يشتري القمح ويذهب بكيس أو كيسين إلى منزل العروسة. حيث تعمل أم العروسة على دعوة نساء القبيلة لتنقية القمح. عند البدء بالعملية يأتي شاب "اسمه محمد"، ليسكب على رجله القمح، ثم تبدأ عملية التنقية، بعد ذلك يرسل القمح إلى المطحنة. فيحضر الطحين، في ليلة العرس، تتكلف بعض النساء بغربلة وعجينة الخبز، وطهيه في فرن خاص "تافارنوت". فيحضرن حوالي 400 خبزة.

الزواج والعرس:

اليوم الأول: الحناء.
يعتبر يوم الحناء من أهم أيام العرس بالمنطقة، بحيث تسبق هذا اليوم تحضيرات كثيرة وكبيرة، فأم العروسة تقوم بجمع كل مستلزمات هذا اليوم، والمتكونة بالأساس من الورد المدقوق والقرنفل والزعفران الحر والحناء، تخلط كل هذه المقادير بالحليب. وتقوم إحدى النساء التي لم يسبق لها الطلاق ولها سمعة شريفة وهذا شرط أساسي، بغزل الصوفة فوق الخليط. الذي سيطلى به شعر العروسة، فتقوم بظفر شعر العروسة وتضع بيضة وسط الشعر وتفقصها. فتغطي الشعر بمنديل خاص، وتربطه بحزام من حرير. ثم يطلى جسدها كليا بما تبقى من الخليط. وتضع الكحل في عينها، وتعمد فتيات القبيلة بلمس الحناء لأخد الحظ و"الفال".

اليوم الثاني: الذبيحة.
 صبيحة هذا اليوم ، يذبح أهل العروسة بقرة أو ثورا، حيث يجتمع الرجال ويتعاونون على ذبحها وتقطيعها وتخزينها. بعد ذلك يجلسون لشرب الشاي، ويتفرق الجميع .
يأتي الرجال في موعد الغذاء وتكون الوليمة جماعية، بحضور بعض الفقهاء لتلاوة القران، وبعد الوليمة يتفرق الرجال كل لحال سبيله. ليفسح المجال لتوظيب فضاء العرس لاستقبال نساء القبيلة.
تتوافد نساء القبيلة ويجتمعن، فيلعبن وينشطن، ويزغردن ويرددن أشعار ومماويل محلية.
في هذه الأثناء تجتمع القبيلة، لحضور مراسيم تهييء العريس، فيحومون حوله ليشكلوا دائرة يتوسطها العريس. يغطون الدائرة بإيزار أبيض، ويقوم شخص بطلائه بالحناء ووضع الكحل في عينه، مع ترديد بعض المماويل:

الحجاج إلى مشيتو                    بازربة مهلو علية.
نتوضا في بير زمزم                 والصلاة في بورقية.
أسيدي يا عريس الخير              أسيدي واقفة يامك.
مد يديك تحنيها                    وحنة سوس تواتيها.
وبعد الانتهاء من ذلك، تتم ترقيته بالقران الكريم من طرف إمام مسجد القبيلة، وفي غفلة من الجميع وبعد تمويه من أصحاب العريس، يقوم العريس بالهرب من الحلقة نحو عروسه، التي تكون قد وصلت إلى بيت زوجها. يستمر بعد ذلك الاحتفال إلى الصباح، لاستكمال المراسيم الأخرى.
في الصباح الباكر، تذبح الذبيحة الخاصة بالعروسين، وتكون غالبا كبشا فيخصص بكامله لهما، ويعلق وسط غرفتهما.





اليوم الثالث:
تجتمع القبيلة مرة أخرى، فتأتي مجموعات مثل (أحواش، عساوة)، ويقام حفل كبير يفرح فيه الصغير والكبير، عند عائلة العريس، لكن كل تكاليف هذا الحفل يتحملها والد العروسة وعائلتها، فترقص العروسة وسط "أحواش".


اليوم الرابع:

 تخرج العروسة صباحا إلى ساقية الماء، لملء جرتها دلالة على العزيمة والصبر، وفي طريق عودتها يبارك لها الجميع العرس، ويقومون بملء الجرو بالنقود.
وعند وصولها للمنزل تتراشق وزوجها بالماء، دلالة على حلول البركة والسعادة والخير، مع العروس الجديدة.

هكذا ينتهي العرس بمنطقة "تلوات" نواحي إقليم ورزازات.



من إنجاز الطالب :  
بادو سفيان  
الرقم الوطني: 2927042429.

                                                                        تحت إشراف:

 ذ. عبد الصمد بصير.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

محرك البحث

Google

About

أرشيف المدونة